Cart Total Items (0)

عربة التسوق

في عالم كرة القدم النسائية بالمغرب، برزت العديد من الأسماء التي حفرت بصمتها بقوة، ولكن قلة منهن تمكن من الانتقال من مجد الملاعب إلى نجاح دكة التدريب. فاتيحة العسيري، التي تألقت كلاعبة دولية في صفوف المنتخب الوطني المغربي، تعد نموذجًا فريدًا لامرأة جمعت بين المهارة الرياضية والحنكة التدريبية، لتشق طريقها بصمت وثبات.
بدأت فاتيحة مسيرتها الكروية في أواخر التسعينيات مع نادي “صداقة” بفأس تم التحقت بشباب خنيفرة و نادي برشيد و الزعيم الجيش الملكي الذي اعتزلت به المستديرة ، حيث أظهرت موهبتها المبكرة التي فتحت لها أبواب المنتخب الوطني. على مدى 16 عامًا، كانت جزءًا من المنتخب المغربي للسيدات، حيث شغلت شارة القيادة بين عامي 2010 و2016. خلال هذه الفترة، شاركت في العديد من البطولات الإقليمية والقارية، من بينها تصفيات كأس إفريقيا، إلى جانب خوض مباريات دولية ودية ضد منتخبات كبرى مثل فرنسا، الجزائر، والبرتغال.
بعد اعتزالها اللعب، لم تفارق فاتيحة الملاعب. بل قررت الانتقال إلى الجانب الفني، حيث عملت بجد لاكتساب المؤهلات التدريبية. حصلت على شهادات ودبلومات معترف بها دوليًا، مثل دبلوم A CAF وشهادات تدريبية من الاتحاد الدولي (FIFA) والاتحاد الإفريقي (CAF)، ما مكنها من بدء مسيرة تدريبية ناجحة.
منذ سنة 2016، انضمت كمدربة مساعدة لفريق السيدات بنادي الجيش الملكي (AS-FAR)، أحد أعرق الأندية المغربية، وساهمت في قيادته لتحقيق ألقاب عديدة، منها بطولة المغرب وكأس العرش، بالإضافة إلى دوري أبطال إفريقيا للسيدات في موسم 2021-2022.
بين عامي 2015 و2021، عملت كمدربة مساعدة مع منتخبي تحت 17 سنة وتحت 20 سنة للسيدات و تشغل الان منصب مساعدة بالمنتخب الرديف أقل من 23 سنة، حيث ساهمت في إعداد الجيل القادم من اللاعبات اللواتي يحملن طموحات رفع راية المغرب عاليًا في المحافل الدولية.
إنجازاتها تعكس التفاني والعمل الجاد
كلاعبة حيت قادت المنتخب الوطني للسيدات وشاركت في أكثر من 30 مباراة دولية رسمية وودية.و أحرزت ألقابًا بارزة مع الأندية، أبرزها بطولة المغرب وكأس العرش.
ومثلت المغرب في بطولات شمال إفريقيا والدورات العربية، حيث حققت نجاحات لافتة.
ساهمت في قيادة فريق الجيش الملكي لتحقيق لقب دوري أبطال إفريقيا للسيدات.
و قادت الفريق للفوز بـ7 بطولات وطنية، لتثبت كفاءتها في قيادة الفرق الكبرى.
فاتيحة العسيري ليست مجرد اسم في عالم كرة القدم، بل هي قصة نجاح ملهمة تحمل في طياتها دروسًا في العمل الجاد والإصرار. من الملاعب كلاعبة إلى دكة التدريب كمدربة، أظهرت قدرة النساء المغربيات على تحقيق الإنجازات رغم التحديات.
إن مسيرة فاتيحة تبرز أهمية دور المرأة في تطوير كرة القدم النسائية في المغرب، لتظل نموذجًا يحتذى به للأجيال القادمة، ومرآة تعكس طموح اللاعبات والمدربات المغربيات في الوصول إلى العالمية.